الأحد، 10 نوفمبر 2013

مشهدان في ظلال الهجرة

للـهِ فِي أَيَّامِنــا نَفَـحَـاتُ *** عِبَـرٌ تُنِيرُ دُرُوبَنَـا وَعِظَـاتُ
هِيَ فِي كِتَابِ الكَوْنِ بِضْعَةُ أَسْطُرٍ *** ضَاقَتْ بِفَيْضِ عَطَائِهَا الصَّفَحَاتُ
دُرَّاتُ عِقْـدٍ لا يَزُولُ بَرِيقُهَـا *** فَلِكُلِّ مَنْ يَرْنُو لَهَـا وَمَضَـاتُ
مِـنْ نُورِهَا كُلُّ العُصُورِ تَزَوَّدَتْ *** وَاخْضَوْضَرَتْ بِنَمِيرِهَا الفَلَـوَاتُ
وَمَعِينُهَـا لا لَيْسَ يَنْضُبُ مـاؤُهُ *** سَلْسَـالُـهُ لِلظَّامِئِيـنَ فُـرَاتُ
لِلوَارِدِيـنَ بَشَـاشَةٌ وَحَفَـاوَةٌ *** وَلَهُمْ مِنَ الفَضْـلِ العَظِيمِ هِبَاتُ
* * * * *
 شَهْرُ المُحَرَّمِ حِيـنَ يُقْبِلُ نَحْوَنَا *** تَنْسَـابُ مِـنْ أَعْمَاقِنَا الزَّفَرَاتُ
ذِكْرَاهُ تَرْسُـمُ لِلتَّجَرُّدِ مَشْهَـدًا *** فِيـهِ لِمَنْ يَرْجُو الهُدَى المَثُلاتُ
وَالأُفْقُ مَسْدُودٌ بِصُورَةِ حَاضِـرٍ *** غَلَبَتْ عَلَـى قَسَمَاتِهِ الظُّلُمَاتُ
شَتَّانَ بَيْنَ المَشْهَدَيْنِ فَهَـا هُنَا *** سَمْتٌ تُغَايِرُهُ هُنَـاكَ سِمَـاتُ
لَوْ قُلِّبَتْ عَيْنُ البَصِيـرَةِ فِيهِمَا *** لَتَعَجَّبَتْ مِمَّا تَـرَى النَّظَـرَاتُ
فَهُنَـاكَ إِيمَـانٌ يُوَحِّـدُ أُمَّةً *** فِـي عِزَّةٍ .. وَعَقِيـدَةٌ وَثَبَـاتُ
وَهُنَا شُكُـوكٌ أَوْرَثَتْنَـا ذِلَّـةً *** بَيْنَ الأَنَـامِ وَخَارَتِ العَزَمَـاتُ
وَهُنَاكَ أَحْيَاءٌ بِرَغْمِ رَحِيلِهِـمْ *** وَهُنَـا حَيَـاةُ الخَانِعِيـنَ مَوَاتُ
وَهُنَاكَ مَنْ هَجَرُوا الضَّلالَةَ وَالهَوَى *** وَهُنَا أُنَاسٌ فِـي الضَّلالِ عُتَاةُ
وَهُنَاكَ شُورَى فِي الأُمُورِ وَحِكْمَةٌ *** وَهُنَـا غُرُورُ جَهَالَةٍ وَطُغَـاةُ
وَهُنَاكَ تَضْحِيَةٌ وَحُبُّ شَهَـادَةٍ *** وَهُنَا قُلُـوبٌ نَبْضُهَـا الشَّهَوَاتُ
وَهُنَاكَ فِي عُمْرِ الزُّهُورِ فَوَارِسٌ *** وَهُنَـا شَبَـابٌ قُلْ هُمُ فَتَيَاتُ
وَهُنَاكَ مَنْ كَانَ الحَرِيرُ لِبَاسَهُمْ *** فَـإِذَا هُـمُ بَيْـنَ الأَنْاَمِ هُدَاةُ
يَرْضَوْنَ مِـنْ مُتَعِ الحَيَاةِ لُقَيْمَةً *** وَعَلَـى أَهَـازِيجِ التَّضَرُّعِ بَاتُوا
وَهُنَـا يَبِيعُ المَرْءُ طَوْعًا دِينَـهُ *** إِنْ لاحَ مِـنْ مُتَـعِ الحَيَاةِ فُتَاتُ
وَهُنَاكَ مَنْ لِلَّهِ يَشْرِي نَفْسَهُ *** وَهُنَـا ضَمِيرٌ يَشْتَرِيـهِ عُـدَاةُ
وَهُنَاكَ إِيثَارٌ وَصَفٌّ وَاحِـدٌ *** وَهُنَـا أَسًى وَتَمَـزُّقٌ وَشَتَاتُ
أَوْزَارُهُمْ خَفَّتْ هُنَاكَ فَأَصْبَحُوا *** وَلَهُـمْ بِأَقْطَـارِ الدُّنَا وَثَبَاتُ
وَهُنَـا ظُهُـورٌ بِالمَآثِمِ أَثْقَلَتْ *** فَتَعَثَّـرَتْ يَا أُمَّتِـي الخُطُـوَاتُ
دَرْبُ الجِهَادِ هُنَاكَ طَهَّرَ صَفَّهُمْ *** وَهُنَـا صَنَادِيـدُ النِّفَاقِ ثِقَاةُ
يَا مَنْ هُنَا ..... اُنْظُرْ هُنَاكَ فَرُبَّمَا *** فُتِحَـتْ عَلَيْكَ بِنَظْرَةٍ بَرَكَاتُ
* * * * *
يَا أُمَّتِي هَذِي المَوَاسِـمُ مِنْحَـةٌ *** وَلِكُلِّ ذِي لُبٍّ بِهَـا لَمَحَـاتُ
يَا أُمَّتِي هَذَا طَرِيـقُ المُصْطَفَـى *** هُـوَ عِزَّةٌ وَكَرَامَـةٌ وَحَيَـاةُ
يَا أُمَّتِي مَكْـرُ الثَّعَالِـبِ حَوْلَنَا *** وَعَلَى حُدُودِكِ قَـدْ أَقَامَ غُزَاةُ
جُـودِي إِبَاءً بِالدِّمَـاءِ فَإِنَّـهُ *** مَا مَاتَ فِـي سَفَـرِ الحَيَاةِ أُبَاةُ

المصدر: شبكة الألوكة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق