الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

التفسير الميسر للقرآن الكريم - سورة البلد


{لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ  (1)  وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ  (2)  وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ  (3)  لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ  (4)} 
أقسم الله بهذا البلد الحرام, وهو "مكة", وأنت -أيها النبي- مقيم في هذا "البلد الحرام", وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد, لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
{أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ  (5)} 
أيظنُّ بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا  (6)  أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ  (7)} 
يقول متباهيًا: أنفقت مالا كثيرًا. أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه, ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟
{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ  (8)  وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ  (9)  وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ  (10)} 
ألم نجعل له عينين يبصر بهما, ولسانًا وشفتين ينطق بها, وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟
{فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ  (11)} 
فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن.
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ  (12)} 
وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة, وما يعين على تجاوزها؟
 {فَكُّ رَقَبَةٍ  (13)} 
إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.
{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ  (14)  يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ  (15)  أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ  (16)} 
أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة, يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم, أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده.
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ  (17)} 
ثم كان مع فِعْل ما ذُكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله, وأوصى بعضهم بعضًا بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه, وتواصوا بالرحمة بالخلق.
{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ  (18)} 
الذين فعلوا هذه الأفعال, هم أصحاب اليمين, الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ  (19)} 
والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار.
{عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ  (20)} 
جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة عليهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق