{لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ
(1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ
وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}
أقسم الله بهذا
البلد الحرام, وهو "مكة", وأنت -أيها النبي- مقيم في هذا "البلد الحرام",
وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد, لقد خلقنا الإنسان
في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
{أَيَحْسَبُ أَنْ
لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}
أيظنُّ بما جمعه
من مال أن الله لن يقدر عليه؟
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ
مَالا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}
يقول متباهيًا:
أنفقت مالا كثيرًا. أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه, ولا يحاسبه على الصغير
والكبير؟
{أَلَمْ نَجْعَلْ
لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ
النَّجْدَيْنِ (10)}
ألم نجعل له عينين
يبصر بهما, ولسانًا وشفتين ينطق بها, وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟
{فَلا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ (11)}
فهلا تجاوز مشقة
الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن.
{وَمَا أَدْرَاكَ
مَا الْعَقَبَةُ (12)}
وأيُّ شيء أعلمك:
ما مشقة الآخرة, وما يعين على تجاوزها؟
{فَكُّ رَقَبَةٍ (13)}
إنه عتق رقبة مؤمنة
من أسر الرِّق.
{أَوْ إِطْعَامٌ
فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ
مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}
أو إطعام في يوم
ذي مجاعة شديدة, يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم, أو فقيرًا
معدمًا لا شيء عنده.
{ثُمَّ كَانَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}
ثم كان مع فِعْل
ما ذُكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله, وأوصى بعضهم بعضًا بالصبر على
طاعة الله وعن معاصيه, وتواصوا بالرحمة بالخلق.
{أُولَئِكَ أَصْحَابُ
الْمَيْمَنَةِ (18)}
الذين فعلوا هذه
الأفعال, هم أصحاب اليمين, الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
(19)}
والذين كفروا بالقرآن
هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار.
{عَلَيْهِمْ نَارٌ
مُؤْصَدَةٌ (20)}
جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة عليهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق